استمارة.. الدجاجة المحمرة (1من3)
بقلم : مصطفى منيغ
...
كما توقعنا فقد انطوت المجاملات على نقط ارتكاز زيارة الوزير الأول بنكيران إلى
الديار الاسبانية ، كتقنية في التحرك من أجل إظهار الكفاءة في التعاطي مع قضايا
عالقة بين البلدين ويجب الوصول في شأنها و بسرعة إلى نهاية وسعيدة حتى تدخل
الحكومة الحالية إلى التاريخ وضمان استمراريتها على نحو يحصد معها حزب العدالة
والتنمية ثمار التطلع لأغلبية حقيقية في المرات التالية ، تعلق الأمر بالانتخابات
المحلية الموضوع تاريخ تنظيمها على محك التجاذب الحزبي المكون للحكومة ذاتها ، أو
بطموح لولاية أخرى بعد خمس سنوات من ألان ، قد يقارب الشرح إن لم يكن منسجما مع
تخطيط بنكيران ووزير ظله ، ليبقى المسير ألأحدي الاتجاه مُفْرِغا للعمل الجماعي من
ميثاقه ذاك المبرم قبل وإبان تشكيل الحكومة ، مما يساهم في بروز العديد من
الاحتياطات الجاعلة حزبين على الأقل (الاستقلال والتقدم والاشتراكية) يفكران بجدية
في تقارب يحافظ على ظهورهما محورا أساسيا لإعطاء أي ضوء أخضر يُمَكّنُ بنكيران من
التحرك براحة وحرية أو يقلل حتى مما يفكر فيه وفق إشارتنا السابقة .
الزيارة
في الأصل كانت مقررة إلى برشلونة للقاء بنكيران بعض من الجمعيات الكائنة مقراتها
في إقليم "كتالونيا" لمخاطبتهم بما تحقق في مغرب الحكومة الحالية وإعطاء
الفرصة لوسائل الإعلام الاسبانية الرسمية منها والمستقلة كي تؤرخ للحدث بشكل يثير
الاهتمام إن لم يكن على شاكلة ما يحدث أثناء وبعد مباريات كرة القدم ، على الأقل
يشابه أصداء فشل " ساركوزي" الذي حل مؤخرا بمراكش للراحة والاستجمام
وقضاء بعض الأيام في منأى عن السياسة والانشغال بما هو أهم . لكن للأسف حتى هذه لم
يكن للوزير الأول فيها نصيب ، فباستثناء بعض العناوين حول استقباله من طرف العاهل
خوان كارلوس ورئيس الحكومة منويل رَخُويْ(Mariano
Rajoy)، ورئيس البرلمان بيو غرسيا -
إسكوديرو (el presidente del Senado,
Pío García-Escudero) وحوارات
صحفية هنا وهناك ، ما عدا ذلك لا شيء يُذكر . ثمة المقابلة مع الملك الاسباني التي
حَصَّلتُ على نسخة من شريطها الواضح الصورة والصوت ، رغم ما تخللها من حوار عفوي
ذي الإجابات المركزة بالنسبة للملك الاسباني ، والمدخل الذي لم أستطع إخفاء قهقهتي
وبنكيران بعد "صباح الخير" التي فاه بها ويده ممدودة للتحية قبل الوصول
بخطوات حيث وقف الملك خوان كرلوس فاتحا ذراعيه لاحتضان الزائر في إشارة لا تخلو من
رسالة نبل واحترام ومحبة مُرسلة للمغرب كافة
، في نفس اللحظة طرقت أذني الزائر الإجابة بفرنسية سلسة قاطعها بنكيران
مخاطبا الملك : أنتم تتقنون اللغة الفرنسية ، إذن لا حاجة لنا بمترجم ، أتسمحوا لي
بالجلوس (قالها بعد قطع نصف المسافة
بين انحناءة جسده والكرسي، وكم كان جميل
ذاك السماح بالجلوس المقرون بعبارات كلما أعدت الإصغاء إليها تهيأ لي أن الجانب
الاسباني يستعد للعاشر من شتمبر القادم بأسلوب جديده في عمق دقته ) ... إلخ
...
بالتأكيد هناك الكثير مما يجب التذكير به بعد سماع ولو مدخل هذا الحوار ، وأقل ما
أنصح به أن يحسب بنكيران لمثل اللقاءات ألف حساب لأنه يتحدث باسم حكومة المغرب في
مواقف محسوبة على المغرب ، منقوشة كل جملة تصعد من صدره في مخيخ خبراء عملهم البحث
عن أقل ثغرة تُستغل في إبانها ، خاصة والمغرب يجتاز ظرفا لا يُحسد عليه ، وعلى
أكثر من صعيد .
وإلى الجزء الثاني من
" استمارة .. الدجاجة المحمرة"
مصطفى منيغ
عضو المكتب التنفيذي لحزب الأمل
مدير نشر ورئيس تحرير
جريدة الأمل المغربية
---------------------------------------------------------------------------
أختام للانسجام... ؟؟؟
(استمارة.. الدجاجة المحمرة – 2 من 3)
بقلم : مصطفى منيغ
السياسة
ليست هيمنة بشروط مدعمة ممن عن خطأ في دراسة متجاوزة مقامة ، بل ما تنتسب لإجماع
يفتت كل الأطماع بما يتلاءم والمصلحة العامة القائمة على الرؤى الواضحة المنسجمة
مع المستجدات لحظة بلحظة وفق برنامج متحرك عسى لِمَا خُطِّطَ له يُدرك في الأوقات
المضروبة بقوة إنتاج متطور لا يقصي مجال أو القادرين من نساء ورجال . السياسة ليست
محطة استراحة للتمعن في الخاسرة أو الرابحة ، بل مسير متواصل وقوده
التكيف بالمنطق ، واتجاهه الأرحب بدل الضيِّق ، وضوؤه متوازي لا هو بالضعيف
ولا في تبذيره للطاقة فائق ، بالتراضي مُعَبِّد أقوم طريق ، إنسان ما حوله أكان
عدوا أو خصما أو صديقا أو الأقرب كشقيق . السياسة ليست انتخابات وديمقراطية
وأكثرية وأقلية وانفراد وتفرد بالحكم ، بل نظام وتنظيم ، انتقال بالعمل المتقون
والتصرف الموزون من المهم إلى الأهم ، انعكاس لما يضفي على الخير المزيد من الخير
للإنفاق في الخير على الخير ، إشعاع يوضح معالم التفوق الفكري في تصريف ما يحسن من
جودة الموجود ، وانتعاش في المدارك المرتبطة بالخدمات المقدمة لتوسيع عرى النقاء
وتشابك الأيدي على الإخاء وفك العزلة عن الانزواء .
ومتى شاء من شاء حصر المعاني السابقة على
أهميتها واتساع أفقها على اجتهاد لا يعنيه ، أذكِّرُهُ أن العبرة ليست في زيارة
اسبانيا وما فاه به (في "برشلونة"، عاصمة "كاتالونيا" الوزير
الأول المغربي بنكيران وفشل ما تتوخى منها ) أن "بالمغرب طعام يطهى على نار
لا تحرق" يفهم منه جر ما ليس فينا
ليلبسنا ، علما أن جل العقلاء الذين طرقت أسماعهم مثل العبارات تأسفوا حقيقة على
المستوى الفكري الخاص بقائد الحكومة المغربية الحالية الذي لم يتكيف بعد بثقل
المسؤولية التي لا تحرره من مستواه الثقافي ولا تبعده عن خاصيته مهما ارتبطت
بكيفية الحديث واستحضار الأمثلة على سجيته بقدر ما تلزمه التحضير المسبق لمضامين
ما يريده رئيس حكومة مغربية نقله ونشره باتفاق مع مكونات الحكومة جميعها وفي نفس
السياق مع الوزير المكلف
بالجالية المغربية في الخارج ما دامت القضايا المطروحة لا تخص بنكيران زعيم حزب
معين وإنما تخص المغرب كدولة وأمة ، ولن نبالغ إن قلنا أن بوادر ختام الانسجام بين الحكومة أكان ما
فيها من أرقام ، الأول كالثاني ‘ إذ كلها تثير فينا بالغ اهتمام .
... وإلى الجزء الثالث من" استمارة ..
الدجاجة المحمرة"
مصطفى منيغ
عضو المكتب التنفيذي لحزب الأمل
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire